مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/10/2021 06:48:00 م

ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟
ما الفرق بين العقلية المؤمنة والعقلية الملحدة؟  
تصميم الصورة وفاء المؤذن

استكمالاً لما كنا نتحدث عنه في المقال السابق ...نكمل

 هل العلماء ملحدون أم مؤمنون؟

يعتقد الكثير من الناس بأن معظم| العلماء| ملحدون وبأن العلم يتعارض مع |الإيمان |

ولكنهم مخطئون، 

فقد يتعارض العلم مع بعض الجوانب والمعتقدات والأفكار الدينية، ولكنه لا يتعارض مع فكرة الإيمان نفسها،

 فعبر التاريخ نجد الكثير من العلماء المؤمنين

 والذين أصبحوا علماء من منطلقٍ ديني كالعالم المسلم| البيروني |الذي ذكر صراحةً بأنه اندفع نحو العلم انطلاقاً من الآيات القرآنية التي تأمر بالتفكر بالخلق وكيف بدأ،

 بينما نجد علماء كثر عاشوا في كنف |الدولة الإسلامية |واتهمهم المجتمع بالإلحاد والكفر مثل |ابن سينا|،

 أما حديثاً فنجد أشهر العلماء الغربيين مؤمنين مثل |اسحق نيوتن |و|ألبرت أينشتاين|،

 بينما نجد الكثير من العلماء الكبار |الملحدين| مثل |ستيف هوكنغ| علماً بأنه لم يرفض فكرة وجود الإله ولكنه ادعى بأن لا حاجة للإله لوجود |الكون| ونشأته.

وقد تم إجراء الكثير من الدراسات الإحصائية منذ مطلع| القرن العشرين| وقد كانت نتائجها متباينة بين بلدٍ وآخر ما يشير إلى أن الخلفية الدينية التي يأتي منها العالم تؤثر في إيمانه وإلحاده، 

وكذلك نجد النسب تختلف في نفس البلد بين سنةٍ وأخرى ما يعني وجود عوامل مختلفة قد تؤثر على إيمان العالم.

 ولكن بشكلٍ عام يمكن القول بأن نسبةً جيدةً بين العلماء الكبار على مستوى العالم مؤمنة بشكلٍ أو بآخر وهناك نسبة جيدةٌ أيضاً من العلماء اللاأدريين بجانب نسبةٍ من الربوبين والملحدين،

 كما ظهرت في السنوات الأخيرة فئةٌ جديدةٌ تسمى غير المنتمين 

وهم لا يهتّمون مطلقاً بأمور الدين، 

وقد تبين بأن كل تلك النسب لا تختلف كثيراً بين العلماء عمّا هي عليه بين عامّة الناس ما يوحي بأن المجتمع وظروفه وثقافته هي التي تحكم إيمان الإنسان وليس درجته العلمية.

تجدر الإشارة هنا إلى قول العالم الشهير آينشتاين في ردّه الشهير على سؤال طفلةٍ صغيرةٍ حول معتقداته

 فكتب لها بما معناه: "الباحث الحقيقي في قوانين الكون وسلوكه، يتوصل الى أنه يوجد قوّةٌ تفوق قدرات الإنسان ويعجز عن إدراكها، ولكن تديّن العالِم مختلفٌ عن تديّن الناس العاديين".

كذلك يجب التنويه إلى أن نسبة الأطباء المؤمنين في| الولايات المتحدة الأمريكية |وصل في أحد الإحصاءات إلى 75% من أصل جميع الأطباء الأمريكيين، 

وهي نسبة عالية وتفوق نسبة المؤمنين في أي جماعة أو فئة مجتمعية،

 و قد يعود ذلك لما يواجهه الأطباء في عملهم ويوحي بوجود قدرةٍ فائقةٍ وإرادةٍ عليةٍ تفوق كل ما يعرفه البشر. 

وهذا يقودنا إلى العوامل و الدوافع الكثيرة و المتنوعة التي تقف وراء إيمان الإنسان أو إلحاده.

ولكن الأهم من كل ذلك هو ضرورة احترام وتقبّل الآخر مهما كانت معتقداته والتعامل معه بحسب سلوكه وليس بحسب معتقده عملاً بقول الشاعر:

 ما دمت محترماً حقي فأنت أخي         آمنت بالله أم آمنت بالحجر.


إذا وجدت في تلك السطور ما أعجبك فشاركه مع الآخرين رجاءً.


🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.